Popular Posts

Monday, April 29, 2013

فشل محادثات السلام وإنتقال الحروب الى مناطق جديدة سيسرع من صوملة السودان



" فشل محادثات السلام وإنتقال الحروب الى مناطق جديدة سيسرع من صوملة السودان "

المجموعة السودانية للديمقراطية أولاً

الإثنين 29 أبريل 2013:  في بيان صحفي صادر صباح اليوم، دقت المجموعة السودانية للديمقراطية أولا ناقوس الخطر بسبب إنهيار  مباحثات السلام بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال بأديس أبابا، ولإنتقال الحرب الأهلية الى مناطق جديدة داخل السودان منتقلة الى ولاية شمال كردفان.  ودعى عبدالمنعم الجاك من مجموعة الديمقراطية أولا أطراف الصراع الى عدم مهاجمة المدنيين، وبذل كل ما هو ممكن لتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية، دونما أي شروط مسبقة، لإنقاذ حياة مئات الألاف من المحتاجين للعون ممن أجبر على الفرار من ديارهم، وبصورة خاصة من منطقتي النيل الازرق وجنوب كردفان.  كما أبدى بيان المنظمة قلقه من إنطلاق حملات التعبئة العامة  كرد فعل مباشر لإنتشار  الإقتتال نحو مناطق جديدة، خاصة ما يصاحب هذه الحملات من إستهداف للحريات وللمواطنين المنحدرين من مناطق الحروب.  وحذر منعم الجاك الحكومة السودانية وأجهزتها الأمنية بعدم إرتكاب أي انتهاكات تتخذ من الإنتماء الإثني أو الجغرافي ذريعة لذلك، خاصة وأن ذلك سيضعف السلام الإجتماعي الهش أصلاَ.  وأكدت المجموعة السودانية للديمقراطية أولاً في بيانها عن تنسيقها مع مجموعات المجتمع المدنى المستقلة لوضع الخطط والتحضير بتوفير الدعم  السياسي والاجتماعي والقانونى للمدنيين في حال إستهدافهم المباشر بحملات التعبئة العامة.

وقالت المجموعة السودانية المعروف عملها في مجالات الدفاع والبحث وتحليل السياسات والمواقف في بيانها انه يجب على الآلية الأفريقية رفيعة المستوى الخاصة بالسودان والمجتمع الدولي، إضافة للقوى السياسية والمدنية السودانية عليها التوقف عن دعم توقيع الإتفاقات الجزئية والثنائية لحل حروب السودان المتعددة وأزماته المزمنة، مثلما يحدث حالياً عبر منبر الدوحة المخصص لأزمة دارفور ومنبر أديس أبابا الذي تقوده الوساطة الأفريقية وتخصيصه لمنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.  وإقترح البيان بدلاً عن ذلك ان يقوم المجتمع الدولي والقوى السودانية بتصميم والإنخراط في عملية سلام شاملة دون إقصاء لأي طرف لها تتوفر لها القدرات لطرح ومعالجة كافة المظالم البنيوية التي ما تزال تؤجج صراعات السودان المتعددة، سواء في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق، والحروب الجديدة في شمال كردفان نحو وسط السودان.  ويرى الجاك من المجموعة السودانية للديمقراطية أولاً: إن التصعيد العسكري الأخير وفشل مفاوضات السلام ليست سوى تمظهرات تعبر عن فشل كافة الأطراف- الوطنية والإقليمية والدولية- المنخرطة في عمليات تحقيق السلام وعدم مقدرتها في إبتكار منهج واحد لصنع السلام يعمل على توحيد مسارات التفاوض والعمليات السياسية المتعددة، وبما يتيح تسوية سياسية توقف تفاقم الحروب المتعددة والمنتشرة وتستجيب كذلك لمتطلبات وقف العنف ومعالجة قضايا الحكم والتغيير الديمقراطي. ورأت مجموعة الديمقراطية أولاً في بيانها ان أي تعطيل أو تردد في تبني مثل هذا المنهج من قبل القوى السودانية والمجتمع الدولي سيسرع من عملية إنزلاق السودان نحو نموذج " الصوملة".

خلفية:
بعد ساعات من انهيار مباحثات أديس أبابا بين الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال والحكومة السودانية، شنت الجبهة الثورية السودانية هجوما مفاجئا على العديد من المدن الصغيرة فى شمال كرفان في إتجاه وسط السودان. ويرى مراقبون ان الهجوم المباغت ونقل الصراع الى مناطق جديدة من قبل الجبهة الثورية جاء ليفضح ضعف الحكومة المركزية امام سكان مناطق وسط وشمال السودان ممن لم يتاثروا  مباشرة بحروب السودان الدائرة. كما يرى المحللون ان هجوم الجبهة الثورية إستهدف كذلك إضعاف الموقف التفاوضي للحكومة المركزية خلال جولات المباحثات القادمة، هذا فضلاَ عن سعي الجبهة الثورية بهجومها عن إعلان التحدي بتصديها للهجمات المستمرة للقوات الحكومية على القواعد الإجتماعية للحركات المسلحة في الأقاليم الطرفية المهمشة.   وجاء في التقارير الإعلامية قيام قوات الجبهة الثورية بتدمير عدد من المبانى الحكومية ومحطة للكهرباء فى إحدى المدن التي تم الإستيلاء عليها قبل الإنسحاب أمام الهجوم المضاد للقوات الحكومية.

وفي هذا السياق، تدين المجموعة السودانية للديمقراطية أولاً أي عمليات قتل قد تطال المدنيين، وتطالب في الوقت نفسه الجبهة الثورية السودانية بعدم الانسياق وإرتكاب ذات أنماط الجرائم الوحشية والإنتهاكات والتى تميز سلوك الحكومة المركزية خلال شنها للحروب المتعددة، مثل الفظائع المقترفة بسبب القصف الجوي المستمر  والتي أدى الى إجتثاث الملايين من المدنيين من جزورهم(ن) في دارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان. وتدعو المجموعة السودانية للديمقراطية أولاً طرفي الصراع- الحكومة السودانية والجبهة الثورية السودانية، الى التقييد الصارم بمعايير حماية المدنيين والمحافظة على البنية التحتية اللازمة لبقائهم، هذا إضافة الى المعاملة الانسانية لغير المقاتلين مثلما تم تفصيله في القانون الدولي الإنسانى والقانون الدولى لحقوق الانسان.

أحد تداعيات إنتقال الصراع المسلح الإسبوع الماضي الى مناطق جغرافية قريبه الى وسط السودان عودة حملات التعبئة العامة والدعاية التحريضية، بما فيها عودة شعارات قوات الدفاع الشعبي. وتعبر المحموعة السودانية للديمقراطية أولاَ في هذا الخصوص عن بالغ قلقها من إنطلاق مثل هذه الحملات التعبوئة ومنها إنتشار التقارير الإعلامية وتصريحات المسئولين بالدولة التحريضية المقلقة، مما يعيد ذاكرة تجارب التضييق على الحريات والإستهداف القائمة على الاساس الإثني والجغرافي للمواطنين بواسطة الأجهزة الأمنية في أعقاب هجوم قوات حركة العدل والمساواة على العاصمة الخرطوم في مايو 2008. وتدعو المجموعة السودانية للديمقراطية أولاَ في هذا السياق الحزب الحاكم في الخرطوم ووسائل الإعلام العامة والخاصة والأجهزة الأمنية المختلفة بتجنب الحملات التحريضية وإفتعال الإنقسامات المجتمعية، خاصة وان ذلك سيغذي حالة الإستقطاب السياسي والإثني الموجودة.

وحذرت المجموعة السودانية للديمقراطية أولاً في بيانها من مقدار المعاناة الهائلة التي يعيشها الإنسان السوداني على أرض الواقع في مناطق الحروب العديدة، إلا ان المجموعة ترى إن من يعيشون في سلام نسبي من سكان وسط وشمال السودان، هم(ن) أيضا ليسوا في وضعاً أفضل بكثير، حيث يعانون الفقر بسبب الأزمة الإقتصادية المستفحلة، كما أخرست ألسنتهم(ن)  بسبب القمع المتصل وحرمان المعارضين من إبداء الإختلاف السياسي وحرية التعبير، بما فيها حملات الإعتقال التعسفي وممارسات التعذيب. ففي منتصف الإسبوع المنصرم فقط، بضاحية أمدوم القريبة من العاصمة الخرطوم، إستخدمت قوات شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع والذخيرة الحية لتفريق مجموعة من المتظاهرين سلمياً بسبب غضبهم من السلطات الحكومية لمنحها أراضيهم لمستثمر أجنبي دون التشاور والحصول على موافقهم، وكانت نتيجة إستخدام قوات الشرطة للعنف المفرط أن قتل أحد المتظاهرين وتعرض العديد منهم للإصابات والجروح.

في ختام بيانها، لفتت مجموعة الديمقراطية أولاَ الإنتباه الى أن تطورات الإسبوع المنصرم والممثلة في إنهيار مباحثات السلام بأديس أبابا وإنتقال الحروب الى مناطق جغرافية جديدة ستؤدي لا محالة الى مفاقمة المأساة الإنسانية والتي بلغت بالفعل مراتب الكارثة في مناطق النيل الازرق وجنوب كردفان.

*** إنتهي***
لمزيد من المعلومات: http://democracygroup.blogspot.com

No comments:

Post a Comment